أداة حضارية لاستعادة
تراثنا العلمي العربي والإسلامي
أرسى القرار الوطني والقومي الحكيم الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (حفظه الله ورعاه) عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، بإنشاء مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، ركناً رئيساً من أركان مشروع سموه الثقافي النهضوي الوطني والقومي، بل كان مطلباً عالمياً عظيم الأهمية للأمة العربية والإسلامية ، ولكثير من علماء ومتخصصي الشعوب والأمم والحضارات الذين يريدون التعرف على حقيقة مصادر الأسس والمعايير التي قامت عليها الثورة التقنية الهائلة التي تخدم البشرية بكاملها الآن، وذلك لأنه من المعروف لدى كثير من المراكز المتخصصة ورجالات العلم والمعرفة أن جانباً لا يستهان به وعلى قدر كبير من الأهمية لهذه الثورة قام على أسس ثابتة وراسخة من التراث العلمي العربي والإسلامي.
وعليه فإننا نؤكد بأن هذا القرار الكبير والحكيم سيرفع عن تراثنا العلمي العربي والإسلامي ــ وبلا أدنى شك ــ كل عوامل وأدوات التجاهل والعتمة والإنكار التي تعمل عليها كثير من المؤسسات والهيئات والمراكز والمنظمات العالمية، التعليمية منها والعلمية، وتلك التي تسعى في الآفاق التقنية أيا كانت اتجاهاتها أرضية أم فضائية وفلكية أم غير ذلك.
ولأن على مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين أن تعمل على تحقيق ذلك تحت إشراف رئيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة (حفظه الله ورعاه)، ومجلس أمناء مكون من نخبة من العلماء العرب والمسلمين والعالميين، من ذوي الاختصاص والشخصيات الاعتبارية الداعمة للتراث العربي الإسلامي، من خلال رسالة المؤسسة التي تقضي بأن تعمل على تحقيق رؤيتها بأن تكون مركزاً رائداً ومتميزاً في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في تاريخ العلوم، وبيان أثرهم في العلوم المعاصرة وخدمة الإنسانية؛ للانطلاق نحو آفاق مستقبلية واعدة تضطلع بمهمة إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي جمعاً، وصيانةً، وتعريفاً وتحقيقاً ونشراً وترجمةً، وأن تكون جسراً للحوار والتواصل وميداناً للتفاعل بين الثقافات وذلك ضمن مجموعة من الأهداف من بينها:
إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي، وصيانته، والتعريف به على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، مستفيدة من التقنيات الحديثة التي يمكنها أن تجسد هذا التراث العلمي كما ينبغي له أن يكون، من خلال البحوث العلمية والدراسات والاستقصاءات، وكذلك من خلال الدراسات العليا ومشاريع طلبتها العلمية، فضلاً عن جذب العلماء والمتخصصين بهذه العلوم على المستوى العالمي، والتواصل العملي والمباشر مع كبار المستشرقين الذين سجلوا الكثير من الوقائع العالمية عن التراث العلمي العربي والإسلامي، وإعداد الباحثين وتدريبهم في مختلف ميادين التراث العلمي العربي والإسلامي، ورعاية المهتمين بهذا التراث والتعريف بنشاطاتهم البحثية العلمية والتقنية، ودعمهم محلياً وإقليمياً وعالمياً، والعمل على دمج مكونات هذا التراث في المنظومة التعليمية الحديثة، باعتباره قاسماً إنسانياً مشتركاً خدم الحضارة الإنسانية سابقاً، ويشكل اليوم قاعدة معرفية لتعزيز التواصل بين بني البشر في مختلف الأمم والشعوب.
والله ولي الأمر والتوفيق
أ.د. حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة